مي الخليل

بس بكيت بالغرفة رقم 810 بالجامعة الأميركية

من ارشيف 2018

بعد الحادث الصعب اللي تعرّضتلّو ، بقيت بالسرير ل سنتين. نام ، إصحى ، عصّب وإبكي بالغرفة رقم 810 بالجامعة الأميركية.
قد ما تكون إيجابي ، إنّك تكون طريح الفراش لفترة طويلة ، بيسلب منّك كل الطاقة والروح الحلوة وبتحسّ إنك على وشك الإنهيار.
بذروة آلامي وقلقي وعجزي ، لقيت ملجأ بقلوب عيلتي.
بيوم كنت ممددة على فراشي ، تعبانة ومعصّبة، دخل إبني البكر نضال وسألني إذا موجوعة أو محتاجة أي شي. ” وجعي مستمر ، بس أكتر شي زاعجني هو هالسرير ، حاسّة حالي مربّطة وبدّي حرّيتي. مشتاقة للشمس ، للثلج ، للسما … مشتاقة للحياة .
فكّر نضال لحظة وقال بصوت كتير رايق :” ماما ، خلّينا نروح ع بيتنا ب فاريّا. البيت اللي كنتي عم تزينيه قطعة قطعة وما صارلك تزوريه من وقت الحادث.
بديت إتململ مزعوجة وسألتو :” كيف برأيك فيني روح ؟ أنا ما بقدر أترك هالتخت متل ما بتعرف”
قال : ” رح نروح سوا . بس تحمّلي معي شوي . خلّينا نغمّض عيوننا ونترافق عالطريق ل فاريا. الشمس شارقة ، إنتي عم تسوقي . بس بالأول، خلّينا نحضّر غراضنا.
قبل ما كان عندي فرصة لإتذمّر ، قاطعني : ” ماما ، ما عندنا وقت نضيعو بالحكي ، لازم نضب غراضنا بسرعة . غمّضي عيونك . أنا عم ضب بدلة الski الحمرا والبيضا ، أي بدلة بدّك تاخدي معك ؟قلتللو ” الزرقا . هي المفضّلة عندي ! قولك لازم حضّر شي ناكلو ونتسلّى؟”
“صح ” وضحك ، ” بتعرفي إنو أنا بجوع عالطريق ”
مرّت ساعة ونحن مغمضين عيوننا. تخايلت الطريق ، شعرت بالريح عم تلعب بشعري واستسلمت لجمال الطبيعة.
نضال وأنا تزلّجنا ، أكلنا، ضحكنا، حكينا قصص ، شربنا وأكلنا كستنا حد المدخنة. مضينا نهار كامل ب فاريا ، صورو بعدا راسخة بذاكرتنا، و كلّو أنا و بعدني بالغرفة 810 بالمستشفى.
الكل شكروا أمهاتهم مبارح. أنا بشكر ولادي وبناتي وزوجي. ممنونة للمحبة اللي منتشاركها، للقوة اللي بيعطوني ياها ، للإنسان اللي صرتو اليوم بفضلهم.
كل عيد و عيلتكن و محبينكم بألف خير .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق