لقاءات

كلمات اكثر من رائعة في يوميات صفحات العمر

الصدفة في حياتنا هي في كثير من الأحيان تكون بمثابة جوائز اما القدر فهو الذي يرسم لنا في لحظات من غفلة الزمن، مسارات أخرى، تتجاوز حدود المعقول والمقبول، وتدفع بنا حتى حدود التلاشي وربما الموت .
ولإن يومياتنا هي صفحات العمر تكتب بشغف البحث عن سر الحياة وكيف يمكن أن تكون مرسومة بهالات طموحاتنا وفضاءات أهدافنا فقد كانت الصدفة هذه المرّة لتجمعني في إحدى حلقاتي الحوارية مع مجموعة من الشباب والشابات ممن إحترفوا مساعدة الآخرين وكيف يجعلون من هذا الآخر شريكاً حقيقياً واثقاً وفاعلاً للخير في مجتمعه .
هذه الصدفة كان مسرحها مكتبي في جمعية بيروت ماراثون قبل أيام عندما إلتقيت وفد من الجامعة الأميركية الذين جاؤني للبحث كيف يمكن إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة او اصحاب الهمم في المجتمع.
رافق هذا الوفد شاب صفته بروفسور في الجامعة الأميركية حالياً لكنه في التوصيف الوجداني ” ملاك رحمة ” يدعى آلان ضو وهو المسعف لدى الصليب الأحمر اللبناني الذي شاءت أقداري أن يكون الشاهد على حالتي بعد لحظات من حادثة الدهس التي تعرضت لها منذ ١٨ سنة عندما كنت امارس الركض تحضيراً لمشاركة في ماراثون خارجي .
آلان ضو هذا الشاب المأخوذ بنعمة التفاني أرجعني في لحظات سنوات إلى الوراء حيث كان التنازع آنذاك بين الموت والبقاء، وبين إنتصار الشر وكينونة الخير، ولا أخفي ماذا إنتابني من رعشة خوف وكأنني أمام المشهد مرة جديدة. خوفي هذا جعل مني الإنسانة الرقيقة وهذا الخوف جعلني اشعر انني لست بالمرأة الحديدية كما يسميني البعض أنا إنسانة مسموح لها ان تشعر بالضعف والخوف والتردد. كانت لحظات صحيح انها لم تطل ولكنها كانت حقيقية.
نعم آلان ضو سأبقى مدينة له ما حييت بعد الله بسمة العطاء الأخلاقي التطوعي ونخوة الموقف الوجداني وما سمعت منه من تفاصيل تلك اللحظات جعلني أحمد الله الذي يعتبر سر هذا الكون ومدبّره وبأن الإنسان أخ الإنسان وإن إختلف الجنس والعرق واللون واللغة والمعتقد حيث كلنا في الإنسانية سواء .
شكراً آلان ضو ولكل من كان أمثالك الذين تقدمون كل يوم صورة تجسّد الخالق في عظمة خلقه

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً