مي الخليل
وطني لبنان يحترق

وطني لبنان يحترق …
إنها معمودية نار تأكل الأخضر واليابس …
قرميد البيوت الأحمر تلّون بأسود الحزن …
العائلات في نزوح وتهجير قسري لجنى العمر…
هناك ألف سؤال وسؤال ماذا حصل ومن المسؤول ..؟
لن يفيد في هذه اللحظة الموجعة البحث عن جنس الملائكة ومن المسؤول هل هي الطبيعة أو فعل فاعل وقد وقعت المأساة وكل الوطن في مأزق اللحظة الحرجة …
وطني لبنان يحترق لكنه تطهّر بحب الإنتماء للأرض التي غداً ستولد ربيعاً جديداً وإخضراراً أكثر …
كل الفخر والإعتزاز لأفواج المتطوعين الذين هرعوا لأعمال الإغاثة وكشفوا عن شجاعتهم وتوقهم لمجابهة التحديات وقبلهم تحية الإكبار للجيش اللبناني والقوى الأمنية والدفاع المدني والبلديات وأبناء القرى والبلدات الذين أمسكوا بأيديهم جمر النار فمنهم من كسب المواجهة ومنهم من إرتقى شهيداً في علياء الحياة الأبدية …
وفي لحظة الحرج تتدخل العناية الإلهية وتمطر الغيوم مياه الفرج لتروي ظمأ الأرض ولتهدأ عربدة النار في الهشيم …
وطني لبنان يحترق ،
إنها لحظة الحقيقة التي تدعونا جميعاً لنأخذ العبرة لإن ما حصل لا يجوز أن نتجاوزه بكلمات العزاء والمواساة وإنما ليكون درساً ووقفة ضمير كيف نواجه ما حدث في المرة القادمة بما يجعلنا جديرين بهذا الوطن وكيف نحافظ عليه بأهداب العيون ليبقى أمانة للأجيال المقبلة …
إنه وقت الصلاة والخشوع والدعاء بأن يبقى لبنان موحداً أرضاً وشعباً وكياناً أبدياً .